حاز البرنامج على جائزة من الجامعة واستقطب عددا من الشخصيات البريطانية والعربية المقيمة في مدينة (Colchester) والتي تعد من أقدم المدن البريطانية الضاربة في التاريخ ومينائها الذي كان يستضيف العديد من البواخر القادمة من الدول العربية.
خلال البرنامج كان الضيف يردد باستمرار: «حدثني عن الأردن» وكم كان الحديث يطول ويتشعب، حتى أن عمدة المدينة رحب باستضافته وجاء بالزي الرسمي له وحمل الأوسمة الخاصة به وتحدث عن المدينة واستمع باهتمام لحديث عن الأردن وأضاف لإعجابه الكبير وتقديره لتجربة ومثابرة الطلبة الأردنيين في جامعة (ESSEX) والجامعات البريطانية ونقلهم الصورة الحضارية عن الأردن بما يستحق من جهد وتعاون وتبادل للمعرفة والثقافة والالتزام وكذلك فعل رئيس الجامعة ونائب المدينة في البرلمان البريطاني ومدير المركز الثقافي للمدينة ومدير إحدى المكتبات ال?امة فيها.
استضفت في البرنامج الإذاعي ضيفا خدم في الحرس الخاص للملكة إليزابيت وتحدث عن العلاقات الأردنية البريطانية وعن محطات من التعاون والتبادل التربوي على وجه الخصوص، والتعرف على كفاءات طيبة من الأردن والتي عادت وساهمت في مسيرة البناء وتعرفت على سيدة وجارة بريطانية كان لزوجها صلة قوية بالراحل الحسين من خلال هواة المذياع ونقل الأثير للعديد من نبرات الحسين وحديثه عن الأردن وقصته مع المجد ولهذا ومع ارثنا الكبير والعظيم من الإنجاز، لا بد من إبراز الجانب الإيجابي وتعزيزه والتركيز على الفرص المتاحة لمعالجة التحديات وإن ?انت كثيرة وعديدة.
أورد هذه المقدمة حتى نتحدث عن الأردن بما يستحق من عمل مخلص وشريف ومن نقد بناء ونظيف وعن حماية جميع ما للأردن من صلة ومن بناة الإنجاز عبر مسيرة الخير وكذلك عن جوانب التطوير والتحديث ومجالات الضعف بهمة وعزم للتوجيه ومعالجة الخلل بشجاعة.
لا نكتب عن الدولة والأردن للهدف؛ خدمنا وعلى العهد نبقى للوفاء للأردن الغالي والعزيز والنقي، ورثت عن والدي رحمه الله الإخلاص في العمل، خدم في دائرة الأحوال المدنية وتقاعد وتسلمت شرف الخدمة في وزارة التربية والتعليم وتقاعدت أيضا بعد رحلة اجتهدنا فيها بالإخلاص والحرص والالتزام والانتماء للأردن الحبيب.
كلنا معاً وكل في موقعه العام والخاص، وفي تفانيه بالعمل والسهر والعطاء والنقاء قادر تماماً على الحديث عن الأردن بمصداقية وحب وإجلال واحترام وتقدير لجميع ما أنجز من جهد وتعب وإصرار عبر المسيرة وما ينجز حالياً وما نتطلع إليه في المستقبل القريب والبعيد.
لا بد إنصاف الأردن البلد والدولة والحكم والناس والمؤسسات والتاريخ؛ نشترك جميعاً في بث الحديث عن الأردن وبكل ما نفعله ونقوم به ونصور ونكتب ونتحدث عن محطات أردنية زاخرة وخالدة بالعطاء والنقاء والبناء.
لدينا في الأردن الكثير لنتحدث عنه، ولكن هل يمكن وصف الأردن بما يستحق من خير وفضل وجميل وبركة وأصالة تجتمع في كلام طيب ووصف دقيق وحوار مثمر وحصيف، ومخافة الله في مجمل ومضمون ذلك كله وجله وجوهره؟!
لنتحدث عن الأردن بما يليق وبما يقدم من الصور الحضارية لبلد ضارب في التاريخ وفي المساهمة الإيجابية والمواطنة الصالحة والعطاء المخلص، وذلك لا يمنع من النقد البناء للمسيرة أبداً.
لا يهون علينا الأردن ابداً؛ فقد شيدناه معاً ويداً بيد في ظل العرش الهاشمي واحترام الجميع لبعضنا بعضاً بالحرص والوفاء والامتنان والعرفان لكل الجهود الخيرة لرفعة وتقدم ومنعة الأردن.
لا ولن يهون علينا الأردن أبداً؛ هو الحديث كل الحديث عن الطيب والعز والحق وهو العهد كما هو الرجاء في يحفظ الله الأردن ويرعاه آمناً مطمئناً وصامداً في وجه الصعاب والمحن والأزمات.
[email protected]
